النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية-رضي الله عنها-
عن أم المؤمنين صفية بنت حيي - رضي الله عنها- قالت : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- حجَّ بنسائه ، فبرك بصفية جملها ؛ فبكت ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي ، وهو ينهاها ، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالناس ؛ فلما كان عند الرواح ، قال لزينب بنت جحش :" أفقري أُختك جملاً " –وكانت من أكثرهن ظهراً (1).
فتأمل هذه الرحمة والشفقة بزوجه ، يهدئ من روعها ، ويمسح دمعها ، وينزل بالناس حتى يتدبر أمرها وتهدأ نفسها .
وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت : حاضت صفية بنت حُيي بعد ما أفاضت ، قالت عائشة: فذكرت حيضتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( أحابستنا هي ؟ ) قالت: فقلت: يا رسول الله، إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( فلتنفر )(2) .
فتأمــل حلم النبي - صلى الله عليه وسلم- مع هذا الوضع المتكرر من زوجاته مما قدره الله تعالى على بنات آدم ، وإنما أشار إلى إمكانية انتظارها حتى تتم حجها ، فلما علم بأنها حاضت بعد أن طافت الإفاضة قال ( فلتنفر ) أي لا وداع عليها .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) - أخرجه أحمد 6/337،338 وذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/233،234 .
(2) - أخرجه البخاري ك الحج باب145 إذا حاضت المرأة بعد ما أفاضت ح1757-3/586، ومسلم ك الحج باب وجوب طواف الوداع 9/80.